كتب : امير ماجد ب- علي احمد
بغداد – يبدو أن الكوابيس التي تُقلق حكام إيران تأبى أن تهدأ طالما أن معارضيهم الأزليين ( مجاهدي خلق ) متواجدون في العراق ، حتى وإن كان تواجدهم محصوراً في مخيم شبيه بالسجن وسط بغداد .
ومعلومٌ أن مجاهدي خلق قبل وبعد نقلهم من مخيم أشرف الى مخيم ليبرتي لايمتلكون قطعة سلاح ، عددهم اليوم قد لايتجاوز ألفي رجل وامرأة ، محاصرون من قبل السلطات العراقية التي تمنعهم من شراء أبسط متطلبات الحياة بدءاً بالأغذية والأدوية وانتهاءاً بالماء والكهرباء ، ومن الناحية العملية هم لايشكلون تهديداً على أحد ، لماذا يخشاهم ملالي إيران إذن كل هذه الخشية؟!
رعب الملالي من مجاهدي خلق جعلهم مؤخراً يستقدمون عدداً من العملاء من النساء والرجال من إيران الى مكان قريب من مخيم ليبرتي في خطة بلهاء نفذها مستشار الأمن الوطني العميل المشهور فالح الفياض الذي باع عراقيته وتمسح بعباءة الولي الفقيه ، بذريعة أن هؤلاء عوائل سكان ليبرتي ، يطالبون بعودة أبنائهم ، وكأن أبناءهم مراهقون لايعون ما يفعلون!
وفي الحقيقة بإمكان أي عضو في منظمة مجاهدي خلق أن يعلن انسحابه ويتخلى عن رفاقه متى ما يشاء ، لن يمنعه أحد ولن يؤنبه أحد ، وزعيمة المعارضة الوطنية الإيرانية السيدة مريم رجوي ليست موجودة في ليبرتي أساسا لتمنع أحدا من الانسحاب من المنظمة ، أي أن سكان ليبرتي باختصار باقون في هذا المكان بمحض إرادتهم ، يتحملون أصعب وأقسى الظروف ويضحون بسعادتهم من أجل سعادة شعبهم .
وإذا كان هؤلاء المعارضون لايمتلكون قطعة سلاح واحدة يهاجمون بها الملالي أو يدافعون بها عن أنفسهم ، لماذا يخشاهم الملالي كل هذه الخشية ويستقدمون أشخاصاً من إيران بذريعة ان هؤلاء عوائل سكان ليبرتي في سعي منهم لأنهاء تواجد مجاهدي خلق في العراق تماماً؟!
إن خشية الملالي هذه نابعة من خوفهم من العقيدة الثورية التي لدى مجاهدي خلق الذين يتمتعون بتأييد من عموم الشعب الإيراني بمختلف أطيافه ، فعقيدة الملالي فاسدة ومريضة ، والملالي مدركون في دواخل أنفسهم أنهم حفنة معممين يسيطرون على إيران بالقمع والقتل والسجن والتعذيب والترهيب ، هم في النهاية إرهابيون لايكتفون بنشر إرهابهم داخل إيران بل يصدرونه الى دول المنطقة التي اشتعلت بسببهم ولم تنطفئ ، ويكفي أن قوات الحرس الثوري التي يحتمون بها مدرجة على قائمة الإرهاب .
الملالي اليوم باختصار يفضحون أنفسهم عندما يلاحقون مجاهدي خلق العزل المحاصرين في ليبرتي ، فلماذا يقوم شخص يمتلك المال والسلاح بملاحقة وإيذاء شخص اعزل؟ بالتأكيد لأنه يخشاه ، ولكن كيف يخشاه في ظل هذا الفارق الشاسع بين إمكاناتهما المادية ؟ الجواب ببساطة لأن الأعزل الذي يتعرض للملاحقة يمتلك قوة جبارة لاتعادلها أسلحة العالم كله ، فالملالي من خلال ملاحقتهم لمجاهدي خلق إنما يفضحون أنفسهم ويكشفون عن جبنهم وخشيتهم من مجاهدي خلق ، فنظام حكمهم الفاشي سيبقى على حافة الهاوية طالما حتى لو بقي مجاهد واحد في العالم ، الملالي في حقيقتهم مصابون بـ (فوبيا مجاهدي خلق) ، وهذا المرض سيلازمهم ويقلقهم حتى لحظة زوال حكمهم وانقراضهم تماماً من إيران ومن دول المنطقة .